مقدمة الكتاب: بقلم المؤلف محمد صان الدين
صفحة 1 من اصل 1
مقدمة الكتاب: بقلم المؤلف محمد صان الدين
يضم هذا الكتاب بين دفتيه طائفة من الخواطر والأفكار التى تسنح بين الحين والحين، وتوحى بها الوقائع والأحداث فى حينها، هى اشبه ما تكون بنفثات شاعر يودعها خوالج نفسه، وخطرات فكره فى كلمات معددودة ، وعبارات موجزة، أشبه بعملية التقطير التى تستخلص من ركام الزهور فطرات العطر العبقة.
ولست أنا أول من ابتدع هذا اللون من فن الكلام ونتاج الفكر التابع من التأمل والملاحظة فيما يجرى على مسرح الحياة، وما توحى به طبائع الأشياء، فقد سبق اليه ادباء، شعراء، ومفكرو العرب من قديم الزمان وفى مختلف العصور، فكم من كلمات، وعبارات رددتها الألسنة فى كل الأجيال، ولازالت تتردد ، اطلقها الحكما موجزة مفعمة بحنكة الأيام ، رحيق التجارب وقنائص الملاحظة.
ومن أبرز هؤلاء: قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفى، ثم عبد الله بن المقفع، وأبو العلاء، والمتنبى أيضا، ولا أحسب أن القارئ الكريم فى حاجة الى امثلة ونماذج من أقوالهم، لذا فانى اقتصر على ذلك خوفا من الاطالة ـ والاملال.
وفد عالج هذا الفن فى عصرنا الحديث كثير من الادباء والكتاب المرموقين كالرافعى فى "كلمة وكليمة" التى كان ينشرها فى الرسالة، وكذلك العقاد، وغيرهما.
وفى هذه المجموعة، نحاول ملاحقة ايقاع العصر السريع، عصر الصاروخ، والاستعاضة عن الغذاء التقليدى بالحبات التى تحتوى على صغر حجمها من الفيتامينات ما يحتويه الكم الهائل من الاغذية.
فقد أودعت فى شواردى وسوانحى هذه مقالات فى كليمات، تغنى عن المطولات، وتؤدى المعنى المنشود بجرعة واحدة، وزمن قصير، الا انها تحتاج فى كثير منها الى تركيز الفكر، وتصويب البصيرة، لتتبع الايماءات الاشاراتـ التى تقود القارىء الى المعنى الكبير خلف اللفظ الصغير.
وهذه الشوارد والسوانح قد جاءت فى خريف العمر، وأصيل الاجل فى تجارب الحياة، كومضات أخيرة لذبالة المصباح الذى يوشك ان ينضب ذيته ، وينطفىء.
لم اجلس خصيصا لافتناصها وتصيدهاـ وصبها فى قوالبها، ولكنها جاءت هكذا فى ابانها، كزفرات الزهر وقطرات الغمام.
وانى لارجو أن يجد القارىء الكريم فيها ضالته التى تتراءى له بين ضباب الحياة الصاخبة بالافكار، دون أن تسفر عن معالم وجهها.
ولعله يجد فيها من اللذة العقلية والوجدانية مثل التى وجدت فى أثناء كنابتها على ما كان يصادفنى من قصاصات وأوراق، قبل ان تند وتشرد من خاطرى.
وقد رأيت أن أجعل كل طائفة منها متجانسة أو متقاربة تحت عنوان يميزها، ويرشد القارىء البها بدون عناء.
قد يصادف بعض القراء فيها ما لا يروقه، أو لا يجد فى بعضها شيئا جديدا عليه يهدهد خاطره، ويرضى وجدانه وفكره فليغض عنه ، ويتجاوزه الى سواه، فقد يجد قارىء آخر ما لم يجده هو، والمدارك تتفاوت، والأذواق تختلف، والثقافة درجات.
وحسبى أنى قدمت ما عندى، وما وصل اليه فكرى، ولمسته تجاربى الذاتية.
والله أسأل أن يجعلها قطرة فى بحر الأدب والفكر الخضم، مستساغة نافعة لدى قراء الأدب العربى الخصب المورف، انه سميع قريب مجيب
ولست أنا أول من ابتدع هذا اللون من فن الكلام ونتاج الفكر التابع من التأمل والملاحظة فيما يجرى على مسرح الحياة، وما توحى به طبائع الأشياء، فقد سبق اليه ادباء، شعراء، ومفكرو العرب من قديم الزمان وفى مختلف العصور، فكم من كلمات، وعبارات رددتها الألسنة فى كل الأجيال، ولازالت تتردد ، اطلقها الحكما موجزة مفعمة بحنكة الأيام ، رحيق التجارب وقنائص الملاحظة.
ومن أبرز هؤلاء: قس بن ساعدة، وأكثم بن صيفى، ثم عبد الله بن المقفع، وأبو العلاء، والمتنبى أيضا، ولا أحسب أن القارئ الكريم فى حاجة الى امثلة ونماذج من أقوالهم، لذا فانى اقتصر على ذلك خوفا من الاطالة ـ والاملال.
وفد عالج هذا الفن فى عصرنا الحديث كثير من الادباء والكتاب المرموقين كالرافعى فى "كلمة وكليمة" التى كان ينشرها فى الرسالة، وكذلك العقاد، وغيرهما.
وفى هذه المجموعة، نحاول ملاحقة ايقاع العصر السريع، عصر الصاروخ، والاستعاضة عن الغذاء التقليدى بالحبات التى تحتوى على صغر حجمها من الفيتامينات ما يحتويه الكم الهائل من الاغذية.
فقد أودعت فى شواردى وسوانحى هذه مقالات فى كليمات، تغنى عن المطولات، وتؤدى المعنى المنشود بجرعة واحدة، وزمن قصير، الا انها تحتاج فى كثير منها الى تركيز الفكر، وتصويب البصيرة، لتتبع الايماءات الاشاراتـ التى تقود القارىء الى المعنى الكبير خلف اللفظ الصغير.
وهذه الشوارد والسوانح قد جاءت فى خريف العمر، وأصيل الاجل فى تجارب الحياة، كومضات أخيرة لذبالة المصباح الذى يوشك ان ينضب ذيته ، وينطفىء.
لم اجلس خصيصا لافتناصها وتصيدهاـ وصبها فى قوالبها، ولكنها جاءت هكذا فى ابانها، كزفرات الزهر وقطرات الغمام.
وانى لارجو أن يجد القارىء الكريم فيها ضالته التى تتراءى له بين ضباب الحياة الصاخبة بالافكار، دون أن تسفر عن معالم وجهها.
ولعله يجد فيها من اللذة العقلية والوجدانية مثل التى وجدت فى أثناء كنابتها على ما كان يصادفنى من قصاصات وأوراق، قبل ان تند وتشرد من خاطرى.
وقد رأيت أن أجعل كل طائفة منها متجانسة أو متقاربة تحت عنوان يميزها، ويرشد القارىء البها بدون عناء.
قد يصادف بعض القراء فيها ما لا يروقه، أو لا يجد فى بعضها شيئا جديدا عليه يهدهد خاطره، ويرضى وجدانه وفكره فليغض عنه ، ويتجاوزه الى سواه، فقد يجد قارىء آخر ما لم يجده هو، والمدارك تتفاوت، والأذواق تختلف، والثقافة درجات.
وحسبى أنى قدمت ما عندى، وما وصل اليه فكرى، ولمسته تجاربى الذاتية.
والله أسأل أن يجعلها قطرة فى بحر الأدب والفكر الخضم، مستساغة نافعة لدى قراء الأدب العربى الخصب المورف، انه سميع قريب مجيب
محمد عبد الرحمن صان الدين
مواضيع مماثلة
» تصدير الكتاب بقلم: الشاعر الكبير الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى
» ترجمة للشاعر محمد صان الدين بقلم الناقد احمد مصطفى حافظ
» محمد صان الدين فى عين الشاعر الكبير الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى
» محمد صان الدين على موقع : اسلام ويب
» محمد صان الدين فى معجم الشعراء
» ترجمة للشاعر محمد صان الدين بقلم الناقد احمد مصطفى حافظ
» محمد صان الدين فى عين الشاعر الكبير الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى
» محمد صان الدين على موقع : اسلام ويب
» محمد صان الدين فى معجم الشعراء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى