أنا وصديقى

هذه قصة خيالية قصيرة ..قصيرة جدا وحزينة ...حزينة جدا.. نسجتها بخيوط شفافة سَلَلْتُها برفق من روحى المعذبة، وصبغتها بقطرات من رحيق قلبى الجريح، فيا قارئها الرحيم أنت الآن تملك قطعة من روحى فرفقا بها.
د. منذر صان الدين
***
أنا وصديقى
د. منذر محمد عبد الرحمن صان الدين
ظل صديقى مطرقا فترة طويلة دون ان ينطق ببنت شفة ثم – تحت وطأة الحاحى- رفع رأسه ببطء ونظر لى بعينين ذابلتين حائرتين وسألني بصوت خافت وكأنه يحدث نفسه:
لماذا -يا صديقي- إذا ما جلست صامتة أسمع دائما لصمتها صوتا ساحرا يطغى بكبرياء على جميع الأصوات من حولها، تسألنى وصيفاتها فأجيبها هى، تناجينى قلوبهن الشابة فأناجيها هى بصوتى وعينى وقلبى وروحى، يغضبن فاسترضيها، يرفعن أصواتهن فلا أرى سوى شفاه تتحرك ولا اسمع سوى صوت صمتها الآسر..؟
ثم ظهر بريق خاطف في عينية وعاد ليسأل بكلمات سريعة وصوت أكثر قوة وحماسة:
لماذا اذا تكلمت انمحت جميع الوجوه الفاتنة من حولى وتحول أصحابها الى أشجار خضراء ندية وفراشات لعوب مرحة تحيط جميعها بيمامة بيضاء طاهرة تنساب من فمها الرقيق موسيقى شجية عذبة تحول صحراء قلبى القاحلة الى حديقة غناء مبهجة، وعندما تتوقف يمامتى الفاتنة عن الكلام تتحول فجأة الى زهرة ياسمين خجولة .. جميلة – الجمال كله تلتف حولها جميع الفراشات وكأنها تحاول أن تحميها من نظراتى الغيورة الحائرة. لماذا كلما نظرت الى عينيها الجميلتين الحزينتين– ودائما ما افعل- تختفيان ليحل محلهما بحران عميقان تغوص فيهما نظراتى وتتبدد كما تتبدد قطرة المطر في مياه بحيرة صافية دون ان يبين لها اثر.
انطفأ البريق في عيني صديقى وعادت نظرة الحيرة إليهما وهو يقول بجزع:
بالله عليك فسر لى - يا صديقى- لماذا أرى دائما عصفورا وحيدا مسكينا يسكب ألحانا عذبة شجية وهو يرنو ناحيتها من بعيد أينما كانت بعينين واسعتين حزينتين كعينى أمير نبيل ينظر ناحية شرفة حبيبته الاسيرة في قلعة إمارته التي استولى عليها غدرا مارد الظلم والقهر والظلام القبيح.
سألنى صديقى ودون أن ينتظر إجابة منى رحل ... وتركني وحدي ...تركنى أنا العصفور الوحيد المسكين - ابكى يقلب جريح كسير.
بقلم/ أ.د. منذر محمد صان الدين #منذر_صان_الدين





تحذير
هذا النص محمي بموجب قوانين حفظ حقوق المليكة الفكرية ويسمح بنقل النص او باقتباس جزء منه مع ذكر اسم الكاتب، كما يمنع منعا باتا اقتباس او نقل الموضوع باي طريقة
الكترونية او غير الكترونية الى كتب او اسطونات تجارية دون اذن مسبق من صاحب المقال.