قصيدة نداء الطبيعة او حكمة بلبل

نداء الطبيعة
عش في الحياة كما يعيش البلبل *** خلو الفؤاد ، بأيكه يتغزل
يصغى الى همس النسائم في الغصون، وقد ترنم بالخرير الجدول
ويزف اعراس الرياض مطوفا *** بالورد، يجلو خده،  ويقبل
وكأنما هو عاشق قد شفه *** وجد به ، او عابد متبتل
يشدو اذا ما الصبح اسفر مثلما *** يشدو اذا ما الليل انشأ ينزل
لا يحفل .. الايام تدبر بالذى ***   تحويه في طياتها، أو تقبل
يقتات من رزق يواتيه اذا *** ما حل بالأرض الخريف الممحل
هي لحظة ما قبلها أو بعدها *** في حسه شيء عليه معول
و"الآن" ملك الذى يحيا يه *** وسواه في حكم الحقيقة مغفل
^^^
أن الذى اشقى ابن آدم، انه *** يرنو الى ما يغمر المستقبل
فيظل يرصده بأعين موقن *** بنواله، متلهف، يتعجل
وكأنما الاقدار تجرى بالذى *** يهوى الفتى في الحلم، أو يتخيل
ويعيش يسبح في الامانى معرضا *** عن سانح الوقت الذى يترحل
حتى اذا غمر القنوط فؤاده *** يبكى بدمع الثاكلات، ويعول
ويصب نقمته على القدر الذى *** لم يعطه ما كان فيه يؤمل
^^^
وبدأت انظر من جديد للحيا ***ة على الطبيعة، مصغيا أتامل
فسمع في الآفاق صوتا ساريا *** قد راح في سمع الوجود يرتل
"يهنيك عيش لا تؤرقه المطا ***مع، والضغائن، والأسى،  يا بلبل"

محمد صان الدين