قصيدة: ذلك القرآن
منتدى محبى الشاعر محمد صان الدين :: ابداعات الشاعر محمد صان الدين المنشورة فى الصحف والمجلات :: مجلة المجاهد
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة: ذلك القرآن
ذلك القرآن
***
للشاعر/ محمد صان الدين
***
جــــوهـــر الـقـــرآن علــم عــن عيـــــون الــفكـــــر يَخْفَـى
نبــعـــه الفيـــاض عـذب مــن طـهــور المــزن أصفــى(1)
جــــل عمــــا يـــرتئيـــــه العقـــــــــل منظــــومـا وحـــــــرفـا
كُنْــهُـهُ الكـــونِـىُّ أسْمَــى عــن مــدى الادراك وصـــفــــــا
إنمـــا الأقـــدار تــعطــى كـــل عصــر منـــه كشــــــــفـــا
كـل يوم تبهر الالباب مِمَّــــــا فيـــــــــــــــــــه آيَــــــــــــهْ
والـزمـان الــعـدل يُعْلِى فـوق صـــرح الحــــق رايــــــــه
حين ولى الناس عنه فـــــــى ديــاجيــر العمــــــايـــــــــه
يقطعون العيش فى الدنــ ـــــيــا بـــــلا قصــــد ، وغـــــايـــة
غير قصف ، ومجون تحـــت ســـلطـــان الغـــوايـــــــــــه
مــعجــــــزات بـاهـرات تَتَجَلــــىَّ كـــل حيــــــن
مـن ثنــايــاه فـتَـزْجِى للـــــورى حـــق اليقيـــن(2)
فيـــراه النــابه اليقظا ن كـــــــالصــبـــــــــــح المبيـــــــن
حيـن ينبو عنه قوم من سقــام فــى العيــــون(3)
وسقيم لايرى فى الليــ ــــل وضـــــاح الجبيـــــــــن(4)
منذ راح العلم .. يَجْلُو بعــــض أســـــــــرار الطبيعـــــــة ْ
واستبانت لانطلاق الفك ر آفــــــــــاق وسيعـــــــــــــــــــة
قد تجلت من كتاب اللـــه آيــــــــــــــــات بــــــديـــعـــة
عن عيون الفكر كانت خلـــــف أســــتـــــــار منيعــــــــــة
هل يرى الإنسان أن اللـ ـــــه قــــد جَـــلَّــــى صـــنيعــــه ؟
إن يكن هذا عجيبا فـالـــذى أمــــــــــلاه أعجــــــــــبْ
كيف يدرى ذلك الأمِّــ ــىّ مَكنــــونــا تَحَـــجَّـــبْ
عن ذوى الألباب ، والكها ن ، والــــعلـــــــــــم المُخَصَّب(5)
كيف ألقاه على أسما ع أقــــوام بِـــغَيْـــهَــــــبْ(6)
هضمه فى العقل أمر مـنـه قـــرصَ الشـمـس أقرب
إنمــا القـرآن وحى جــاء مــن رب الجـــــلالــــهْ
فيه رشد ، فيه علم فيــه مَـحْــــوٌ للجــهــــــــالـــة
كى يغيث الناس طرا مــن تبـاريــح الضـــــلالــــة(7)
ما ابن عبد الله إلا مُـــرْسَــــل أدَّى الـــرســــالـة
مــن تلقاها بوعى أصلـــــح الــــديـــــــان بــالـــه
إنه للناس دستور يَقِــى شـــــر الــــعِثَـــــــــارِ
إنه فى الأرض بحر ســـاكــــن نـــائــى القــــــرارِ
فيــه للصـياد دُرٌّ ليــــس مـــن درّ البحــــــــارِ
إنه أسرار هذ الكو ن فــــى جــــوف المحــــارِ
حينما تبدو فإن العقـ ــل يحيـــــــا فـــى انبهـــــارِ
إنه روض المرتاد رَوْحاً من عبير المسك أعطر(
إن أدمت الفكر فيه مكثرا أعطاك أكثر(9)
كل حرف فيه كنز مــن يـــواقيـــت وجـــوهـر
ليـــت تــاليه بعقل مســـتنيـــــر فيــــه فــــكـر
من وعى القرآن أمسى حـــــاويـــا ســـر الــوجــودِ
كل شئ فيه يبدو مـــن قـــريــب أو بعيدِ
إنه المصباح للإنسان فـ ــى كــــــل الــعــهـــــــودِ
ما لَدَى الألباب بعد الو حـــى شــئ مـــن مزيدِ
غير إبصار لما فى الآىِ من دُرٍّ فــــريـــدِ
قارئ القرآن صباحا قبـل أن يسعــى ، وليلا
يرتقى عن سائر الإنسا ن إحســـاســــــا وعـقــــلا
كلما أمعنت فيه الفكر فـــــى وعــــى تَجَـــلَّى(10)
كان كالمنشور يعطى كـــل حـــال منــه شكلا
مشكلات العيش تلقى دون جــهـــــد فيه حـلا
ليس للأموات يتلى فـى دهـــاليــــز القبــــورِ
لا ولا فى ماتم فخـ ــم لتَطـريب الحـضـورِ
لا ولا تعويذ طفل من أذى جِــــنٍّ مــغيــرِ
أنما القرآن للأحيــ ـــاء ضــبـــط للمســـــــيرِ
كى يعيشوا فى أمان مـــن مغبـــــات الشرورِ
قدس القرآن حقا مَنْ بمــــا فيــــه تَخَـــلَّقْ
لا بِطَىٍّ بين حرز محكـــــم الأقفــــال مُغلـــق
أوغلاف من حرير بِـــنُـــضَــــار قـد تَنَمَّق(11)
أو يمين فى تقاض أو كســـــــول منه يُرزق
إنه المنهاج ، و الأخــ ــلاق فوق الأرض أشرق
_________________________
المفردات اللغوية
(1) المزن = ماء المطر
(2) تزجى = تدفع وتسوق برفق
(3) ينبو = يتباعد ويتجافى
(4) المراد بوضاح الجبين = القمر
(5) المراد بالمخصب = العلم المثمر المنتج
(6) بغيهب = بظلماء الجهالة
(7) طرا = جميعا ، تباريح = الآلام والمعاناة فى الحياة
( المرتاد = الباحث الذىيطلب معانيه ، روحا = راحة ورائحة
(9) أدمت = أطلت وداومت
(10) امعنت = زدت وبالغت ، تجلى = ظهر ووضح
(11) بنضار= بذهب ، تنمق = تزين
المجاهد – السنة 14 – العدد 160 – شعبان 1414 – يناير / فبراير 1994
كتبتها/ يارا منذر حفيدة الشاعر فى مايو 2018
***
للشاعر/ محمد صان الدين
***
جــــوهـــر الـقـــرآن علــم عــن عيـــــون الــفكـــــر يَخْفَـى
نبــعـــه الفيـــاض عـذب مــن طـهــور المــزن أصفــى(1)
جــــل عمــــا يـــرتئيـــــه العقـــــــــل منظــــومـا وحـــــــرفـا
كُنْــهُـهُ الكـــونِـىُّ أسْمَــى عــن مــدى الادراك وصـــفــــــا
إنمـــا الأقـــدار تــعطــى كـــل عصــر منـــه كشــــــــفـــا
كـل يوم تبهر الالباب مِمَّــــــا فيـــــــــــــــــــه آيَــــــــــــهْ
والـزمـان الــعـدل يُعْلِى فـوق صـــرح الحــــق رايــــــــه
حين ولى الناس عنه فـــــــى ديــاجيــر العمــــــايـــــــــه
يقطعون العيش فى الدنــ ـــــيــا بـــــلا قصــــد ، وغـــــايـــة
غير قصف ، ومجون تحـــت ســـلطـــان الغـــوايـــــــــــه
مــعجــــــزات بـاهـرات تَتَجَلــــىَّ كـــل حيــــــن
مـن ثنــايــاه فـتَـزْجِى للـــــورى حـــق اليقيـــن(2)
فيـــراه النــابه اليقظا ن كـــــــالصــبـــــــــــح المبيـــــــن
حيـن ينبو عنه قوم من سقــام فــى العيــــون(3)
وسقيم لايرى فى الليــ ــــل وضـــــاح الجبيـــــــــن(4)
منذ راح العلم .. يَجْلُو بعــــض أســـــــــرار الطبيعـــــــة ْ
واستبانت لانطلاق الفك ر آفــــــــــاق وسيعـــــــــــــــــــة
قد تجلت من كتاب اللـــه آيــــــــــــــــات بــــــديـــعـــة
عن عيون الفكر كانت خلـــــف أســــتـــــــار منيعــــــــــة
هل يرى الإنسان أن اللـ ـــــه قــــد جَـــلَّــــى صـــنيعــــه ؟
إن يكن هذا عجيبا فـالـــذى أمــــــــــلاه أعجــــــــــبْ
كيف يدرى ذلك الأمِّــ ــىّ مَكنــــونــا تَحَـــجَّـــبْ
عن ذوى الألباب ، والكها ن ، والــــعلـــــــــــم المُخَصَّب(5)
كيف ألقاه على أسما ع أقــــوام بِـــغَيْـــهَــــــبْ(6)
هضمه فى العقل أمر مـنـه قـــرصَ الشـمـس أقرب
إنمــا القـرآن وحى جــاء مــن رب الجـــــلالــــهْ
فيه رشد ، فيه علم فيــه مَـحْــــوٌ للجــهــــــــالـــة
كى يغيث الناس طرا مــن تبـاريــح الضـــــلالــــة(7)
ما ابن عبد الله إلا مُـــرْسَــــل أدَّى الـــرســــالـة
مــن تلقاها بوعى أصلـــــح الــــديـــــــان بــالـــه
إنه للناس دستور يَقِــى شـــــر الــــعِثَـــــــــارِ
إنه فى الأرض بحر ســـاكــــن نـــائــى القــــــرارِ
فيــه للصـياد دُرٌّ ليــــس مـــن درّ البحــــــــارِ
إنه أسرار هذ الكو ن فــــى جــــوف المحــــارِ
حينما تبدو فإن العقـ ــل يحيـــــــا فـــى انبهـــــارِ
إنه روض المرتاد رَوْحاً من عبير المسك أعطر(
إن أدمت الفكر فيه مكثرا أعطاك أكثر(9)
كل حرف فيه كنز مــن يـــواقيـــت وجـــوهـر
ليـــت تــاليه بعقل مســـتنيـــــر فيــــه فــــكـر
من وعى القرآن أمسى حـــــاويـــا ســـر الــوجــودِ
كل شئ فيه يبدو مـــن قـــريــب أو بعيدِ
إنه المصباح للإنسان فـ ــى كــــــل الــعــهـــــــودِ
ما لَدَى الألباب بعد الو حـــى شــئ مـــن مزيدِ
غير إبصار لما فى الآىِ من دُرٍّ فــــريـــدِ
قارئ القرآن صباحا قبـل أن يسعــى ، وليلا
يرتقى عن سائر الإنسا ن إحســـاســــــا وعـقــــلا
كلما أمعنت فيه الفكر فـــــى وعــــى تَجَـــلَّى(10)
كان كالمنشور يعطى كـــل حـــال منــه شكلا
مشكلات العيش تلقى دون جــهـــــد فيه حـلا
ليس للأموات يتلى فـى دهـــاليــــز القبــــورِ
لا ولا فى ماتم فخـ ــم لتَطـريب الحـضـورِ
لا ولا تعويذ طفل من أذى جِــــنٍّ مــغيــرِ
أنما القرآن للأحيــ ـــاء ضــبـــط للمســـــــيرِ
كى يعيشوا فى أمان مـــن مغبـــــات الشرورِ
قدس القرآن حقا مَنْ بمــــا فيــــه تَخَـــلَّقْ
لا بِطَىٍّ بين حرز محكـــــم الأقفــــال مُغلـــق
أوغلاف من حرير بِـــنُـــضَــــار قـد تَنَمَّق(11)
أو يمين فى تقاض أو كســـــــول منه يُرزق
إنه المنهاج ، و الأخــ ــلاق فوق الأرض أشرق
_________________________
المفردات اللغوية
(1) المزن = ماء المطر
(2) تزجى = تدفع وتسوق برفق
(3) ينبو = يتباعد ويتجافى
(4) المراد بوضاح الجبين = القمر
(5) المراد بالمخصب = العلم المثمر المنتج
(6) بغيهب = بظلماء الجهالة
(7) طرا = جميعا ، تباريح = الآلام والمعاناة فى الحياة
( المرتاد = الباحث الذىيطلب معانيه ، روحا = راحة ورائحة
(9) أدمت = أطلت وداومت
(10) امعنت = زدت وبالغت ، تجلى = ظهر ووضح
(11) بنضار= بذهب ، تنمق = تزين
المجاهد – السنة 14 – العدد 160 – شعبان 1414 – يناير / فبراير 1994
كتبتها/ يارا منذر حفيدة الشاعر فى مايو 2018
منتدى محبى الشاعر محمد صان الدين :: ابداعات الشاعر محمد صان الدين المنشورة فى الصحف والمجلات :: مجلة المجاهد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى