إلى بنت حواء

إلى بنت حواء
حوريـة الدنيـا

أفيقـى يــا أبنــة الــدنيـــا أفيقى وصــدى هجمـة الشَّـــرِّ المُحِيقِ (1)
وسيـــرى فى مَــدَارِكِ لا تحيــدى وَرُومىِ العيش مأمونَ الطـريق (2)
وصــونى الحسن فى حِــرز مكين وكــونى كــالثـــريــا فى سُمُــوقِ (3)
وغُضِّى الطرف عن وَمضٍ تَرَاءى فــذاك الــومض من لهب الحـــريق
فكم بين الحـــرائق مِنْ ضَحَـــايَــا وكــم عنــد الــدواخن مـن خنيق
أقيمــى وَسْط حِصْنِــك فى أمــان من الأمواج ، والنوء الطروق (4)
فكم بين العــواصف من صــريـــع وكم فى لُجَّــة الـــدنيـــا غـــريق 
أعيــذك يـــاهنــاء الـــعيش مِمَّـــا يطيــح بــعــودك الغَضِّ الـــرقيـق
فعـــودى حيث كنت على سـريـــر تَقَـدَّسَ فـوق عــرش من عقيق (5)
بــعُش فـى ظــلال الأمــن يُبْنَـى علـى أسُسٍ من الحـب الحقيقى
وكــونى فى سمـاء العش شمسـا تفيض عليـه من سحـر الشــروق
ودفءا مــن عــواطفـك النَّشَــاوى وأنْســاً مــن تــودُّدِك الــرَّشِيــق
وكـونى كــالفـــراشــة بين رَوْضٍ تُقبــل وَجْنَــة الـــزهـــر الأنيـــق
وحَسْبُــكِ من عنــاء العيش طفـل يشب بحضنــك الحـــانى الـــرفيـق
ويحبـــو فــى ظــلالــك مطمئنــا ويــرتشفْ الحنان مــع الــرحيق (6)
فينشـأ ســالم الــوجــدان يمشى على الغبْــراء بالخطـو الــوثيق (7)
يَبَـــرُّك فى خـــريف الــعمــر حُبَّـا ويَبْـــرَأ مــن حمــاقــات الــعقــوق
ويمنـــح وُدَّه للنــاس طُــراً بـــلا عُقَــد تُخَــالِطــه وضيــق
فَمِنْــكِ الخيــر ينبــع إن تشــائى ومنــك الشرُ يَسْــرِى فى العُـروِق
أصيخـــى للبــلابــل حيـن تشـدو وصُونى السمع عن هَذر النَّعيق (
فــأنتِ خَــرِيــدَةُ الإنســان حسنـا وأنــتِ شــواطئ البحـــر الــعميق