قضية وحكم

من طرف **Dr. Monzer Saneldeen** الأربعاء مايو 31, 2017 10:28 am

قضية وحكم

بــلـــســـان الـــزيـــغ والإلـــحـــاد والــفـــكـــر الـــمُســـمَّم
قــــــال مفتــــون غبــــــى من غــواة قــــــد تعلــــــم
كيــف أن المشتهـــى فـــى هــــذه الدنيــا محــــــرم ؟
حـيـنـمـا أن الـــبـــغــيــض الــمُجْتَوَى فــيــهــــا تَحَكَّم (1)
فـيـعـيــش الــغـــر فـــى قــيــد بــــلا ذنــب ويــحـرم (2)
• • •
فــى شــهـــى تـــفـــرض الأديــان حــظـــراً أو قـــيـــوداً
كيف – بالحرمان – أقضى العـمـر فـى الـدنـيـا سـعـيـداً ؟
والـمـتـاع الــمُشْتَهَى قـــد لاح مـــن حـولـى عــديـداً
نـصـب عـيـنـى قــائــم يـــدعـــو فــهــل لــى أن أحــيــدا
أم أنـا كـالـغـيـر أبـغـــى والهـا مـنـه الـمــزيـدا (3)
• • •
أيــهــا الــمـــفـــتـــون إن الـــديــــــن بــــرد وســــــلام
شــرعــه الـقــدســــى لـــلإنــســـان ضــبــط ونـــظـــام
لـيـس فـيـه مـن جـنـوح الــعــقــل زيـف أو جــهــام (4)
مــن تــلـــقــــاه بــإجــــلال وفــــهــــم لا يـــــــضـــــام
إنـمــا يــرتـــاب فــى آيـــاتـــه الـعـظــمـــى الــلــــئــام
• • •
لـيـسـت الـلـذات إلا الـســـقــم فــى الأجـسـاد يـــســرى
ونـقـيـع الـسـم أحــيـانــا غـــوى الــطــبــع يـغـرى (5)
إذ يـرى فـيـه مــتــاعــا لــيــس مـنــه أى ضــيــر
فـى نـسـاء ســاقــطـات فــى ألاعــيـــب وخــمــر
يـقـتـفـيـه فى ابـتهـــاج دون إبـــطـــــاء وحــــــذر
• • •
لا يـجـافــى الـديـن إلا مـن غـوى عـقـلا وطـبـعـا
إذ يـرى فى مـتـعـة الـمـحـظــور تــرفــيــهــا ونــفــعـا
دائـبـا مـن غــيــر وعـى نحوهـا يـجـرى ويسعى
ويـرى تـحـريـمـهــا فــى الــعـــرف والــقــانـون بدعا
هـل يرى الأعـمى بريقا من صميم الدين شعـا ؟
• • •
لـيـسـت الـدنـيـا وإن أغـوت ســقــيــم الــعــقــل غـابا
إن ديـن الـلـه يـقـصـى عن مراقـيـهـا الضـبـابـا
كــم غــوى تـائـه فــى غـمــرة الأهــواء تــابـا
بـعـد ضـرب فى قـفـار الـفـكـر قد شام الصوابا (6)
والـغــفــور الــبــر لا يـــأبــى مــن الــعــبــد الإيابا

__________________________
المفردات اللغوية
1- المجتوى : المكروه
2- الغر : الذى لا يعرف أو يجرب
3- والها : شديد الوجد والرغبة
4- جهام : سحاب
5- غوى : فاسد ضال
6- شام : رأى ونظر
المجاهد – العدد 216 – ربيع الأخر 1419 – أغسطس 1998
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كتبتها: يارا - حفيدة الشاعر