القصيدة الخامسة عشر من ديوان الانسان فى الميزان:"وخزات"

وخزات

كم سقيم أو فقير عينه فاضت دموعا
أرسل الشكوى ولكن لم يجد يوما سميعا
حين وافاه الردي قد هب أهلوه جميعا(1)
فأقاموا للتعازي مشهدا فخما وسيعا
بسخاء ، قد تناسوا أنه قد مات جوعا
*****
رفه الأبناء والأخدان بالكسب الحرام(2)
وابتلع ماشئت غصبا من حقوق المستضام(3)
واشرب الصهباء ليلا بين صخباء الندام(4)
سوف تجني الشوك حيا من عقوق أو سقام
والذي تلقاه أدهي في غيابات الحمام (5)
******
حير الألباب عند الناس آراء تعارض(6)
أيد الأشهي فريق وفريق فيه عارض
وفريق من دهاء في وجوه الرأي فاوض
ثم صنف رابع قد سفه الكل وناهض
بار شعب في جليل أو حقير قد تداحض(7)
*****
ليس في الإسلام ختل أو غلول واغتيال( 8 )
أو نكوص في عهود وابتزاز واحتيال
أم مجافاة لعرف فيه للحسني مجال
لكن الإسلام عدل وأمان وجلال
فيه للإنسان رشد وسلام واعتدال
*****
غير أن المسلمين اليوم قد مالوا ، فضلوا
في ظلام الزيغ ساروا في عثار حيث حلوا
يحملون الاسم لكن ليس فيهم منه ظل
قد بدوا للناس مسخا لا يراعي أو يجل
منذ ساروا دون وعي في ركاب الغير ذلوا
*****
أين أخلاق لها عطر كأنفاس الزهور
تجعل الإنسان يحيا في أمان ، وحبور(9)
ليس يخشي حيث يسعي من أحابيل وزور
لهف نفسي لم يعد منها سوي النزر اليسير
في انزواء عن غبار الزيغ في عصر الشرور
*****

1- الردى = الموت
2- الاخدان = الاصدقاء
3- المستضام= المظلوم
4- الصهباء = الخمر
5- الحمام= الموت
6- تعارض= تتعارض
7- بار= هلك ، تضاحض= ابطل كل حجة الاخر
8-ختل= خداع ، غلول = خيانة عن طمع وانانية
9- حبور = سرور

كتب بواسطة حفيدة الشاعر( بسمة)