قصيدة : "أنتِ منى ولكن" الهامسة
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة : "أنتِ منى ولكن" الهامسة
أنتِ منى ولكن
الاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص171-176
حواء يا هيفــــــــــاء يا نصــــــــــف الحــــــــــياةِ
يا ربة القد المهفـــــهف والعيــــون الساحــــــراتِ
والفتنة الشعــــواء تفــــتك بالقلــــوب المرهفـــاتِ
صونى القوام السمهــرى عن العــيون الظــامئاتِ
لا تنصبى شركا لأفئــــدة الرجــــال الوادعـــــاتِ
******
يا بنت صلصـــــال تزين للعـــــيون إليك عـــــنىِ
لا تجذبى قلبى بســـــحر فى كــــــيانك مُســـــتَكِنِ
فلقد جعلت الله بيــــــنك فى مخافـــــته وبيــــــــنى
والى بنات الحور فى فردوســــها وجهت عيــــنى
فسهام لحظك يا مليــــحة لا تصــــيب القلب مــنى
*****
هل أنت يا حــواء مخلــوق يُعــدُ من الضعـــــافِ
أم أن أعــتى النــاس طــفل فى انامــلك اللطـــافِ
كم راض دمــــعك دون قــــهر كـــل جــــــــافِ
فغدا إلــيك وإن تظــاهر بالتجــهم فــى انعطـــافِ
ما أنت إلا لــجة البــحر العمــيق بــلا ضفــــــافِ
*****
لا تحسبى حــواء أنــى عــنك مشغــول الجـــــنانِ
هل أنت إلا قطــعة مــنى استقــلت عــن كيــــانى
مازلت أبــحث عــنك فــى كـل الأماكـن والزمـان
لا يعرف القــلب السكيــنة إن نــأيت عن العـــيان
لكننى أبغـــــيك يــــا حـــــواء عالـــــية المكــــان
*****
لا .. لا احبك سلعة معروضـــــة للمشتريــــــنا
أو دمية تُطــلى لتحــلو فــى عيــون الناظريـــنا
أو تنزلــين الســوق فــى قــيظ الحياة تزاحمـينا
فالسوق يا حسناء تعرك فى رحاها المرهفـــينا
بل أنت للعــرش الممـرد فـى سمـائك تأمريــنا
*****
خدعوك يا بلهــاء حتى استنزلــوك من السمــاءِ
واستدرجوك لتحملى عبء الرجال مع النســـاء
وحسبت أنك قد بلغت من الحياة مدى الرجــــاء
فمضيت فى حلم السكارى فى انبهار وازدهـــاء
مخدوعة نشوى تحثين الخطــا نــحو الشقــــــاء
*****
وارحمــتاه لشــــادن بـــرزت مفاتـــنه رشـــيق
هجر الكِنَاسَ وراح يخطو بين مزدحم الطـريق
ويدوس فيها الصخر والأشواك بالقدم الرقـــيق
بين الثعالب والذئاب الباحثات عن الرحـــــــيق
يا ويحه أغــراه بالأخطــار خــداع الـــــــبريق
*****
البيت يا حــواء عــش أنت فيه الــروح تسـرى
وحنانك الفياض بين رياضه الزهراء يجــــرى
ونسيمك الهفهاف يعبق فى جوانــبه بعــــــــطرِ
لا تهجــريه .. لا تحيلـــيه إلـــى طـــلل بقـــــفر
فالبيت فى ســنن الحياة أجــل من حــرث وتــبر
*****
إنى رأيت مليــكة النــحل الحكيــمة فــى الخـلية
قبــعت جلالتـــها تـــدبر أمـــر هاتــيك الرعــية
وتظــل فى كــوارة الصلصــال هانــئة رضـــية
لا تشتكى مــللا وضيــقا فى الغــداة أو العشــية
وهى التى بجناحــها تطــوى المسافــات القصــــية
*****
ورأيــت أن الله زود كــــل جــنس فــى الخليـــــقة
بخصائص فطــرية ليــشق فــى الدنــيا طريــــــقه
لو غوصت فى البحر أحياء الثرى صارت غريقة
أو ناءت الحيتــــان عـــن لجاتـــها مــاتت خنيـــقة
كل مـُــعد فـــى الحيـــاة لـــدوره وهـــى الحقيـــقة
*****
******
*******
هيفاء: ضامرة البطن رشيقةالاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص171-176
حواء يا هيفــــــــــاء يا نصــــــــــف الحــــــــــياةِ
يا ربة القد المهفـــــهف والعيــــون الساحــــــراتِ
والفتنة الشعــــواء تفــــتك بالقلــــوب المرهفـــاتِ
صونى القوام السمهــرى عن العــيون الظــامئاتِ
لا تنصبى شركا لأفئــــدة الرجــــال الوادعـــــاتِ
******
يا بنت صلصـــــال تزين للعـــــيون إليك عـــــنىِ
لا تجذبى قلبى بســـــحر فى كــــــيانك مُســـــتَكِنِ
فلقد جعلت الله بيــــــنك فى مخافـــــته وبيــــــــنى
والى بنات الحور فى فردوســــها وجهت عيــــنى
فسهام لحظك يا مليــــحة لا تصــــيب القلب مــنى
*****
هل أنت يا حــواء مخلــوق يُعــدُ من الضعـــــافِ
أم أن أعــتى النــاس طــفل فى انامــلك اللطـــافِ
كم راض دمــــعك دون قــــهر كـــل جــــــــافِ
فغدا إلــيك وإن تظــاهر بالتجــهم فــى انعطـــافِ
ما أنت إلا لــجة البــحر العمــيق بــلا ضفــــــافِ
*****
لا تحسبى حــواء أنــى عــنك مشغــول الجـــــنانِ
هل أنت إلا قطــعة مــنى استقــلت عــن كيــــانى
مازلت أبــحث عــنك فــى كـل الأماكـن والزمـان
لا يعرف القــلب السكيــنة إن نــأيت عن العـــيان
لكننى أبغـــــيك يــــا حـــــواء عالـــــية المكــــان
*****
لا .. لا احبك سلعة معروضـــــة للمشتريــــــنا
أو دمية تُطــلى لتحــلو فــى عيــون الناظريـــنا
أو تنزلــين الســوق فــى قــيظ الحياة تزاحمـينا
فالسوق يا حسناء تعرك فى رحاها المرهفـــينا
بل أنت للعــرش الممـرد فـى سمـائك تأمريــنا
*****
خدعوك يا بلهــاء حتى استنزلــوك من السمــاءِ
واستدرجوك لتحملى عبء الرجال مع النســـاء
وحسبت أنك قد بلغت من الحياة مدى الرجــــاء
فمضيت فى حلم السكارى فى انبهار وازدهـــاء
مخدوعة نشوى تحثين الخطــا نــحو الشقــــــاء
*****
وارحمــتاه لشــــادن بـــرزت مفاتـــنه رشـــيق
هجر الكِنَاسَ وراح يخطو بين مزدحم الطـريق
ويدوس فيها الصخر والأشواك بالقدم الرقـــيق
بين الثعالب والذئاب الباحثات عن الرحـــــــيق
يا ويحه أغــراه بالأخطــار خــداع الـــــــبريق
*****
البيت يا حــواء عــش أنت فيه الــروح تسـرى
وحنانك الفياض بين رياضه الزهراء يجــــرى
ونسيمك الهفهاف يعبق فى جوانــبه بعــــــــطرِ
لا تهجــريه .. لا تحيلـــيه إلـــى طـــلل بقـــــفر
فالبيت فى ســنن الحياة أجــل من حــرث وتــبر
*****
إنى رأيت مليــكة النــحل الحكيــمة فــى الخـلية
قبــعت جلالتـــها تـــدبر أمـــر هاتــيك الرعــية
وتظــل فى كــوارة الصلصــال هانــئة رضـــية
لا تشتكى مــللا وضيــقا فى الغــداة أو العشــية
وهى التى بجناحــها تطــوى المسافــات القصــــية
*****
ورأيــت أن الله زود كــــل جــنس فــى الخليـــــقة
بخصائص فطــرية ليــشق فــى الدنــيا طريــــــقه
لو غوصت فى البحر أحياء الثرى صارت غريقة
أو ناءت الحيتــــان عـــن لجاتـــها مــاتت خنيـــقة
كل مـُــعد فـــى الحيـــاة لـــدوره وهـــى الحقيـــقة
*****
******
*******
غيداء: ناعمة
السمهرى : المعتدل كالرمح
رأض : أخضع
الجنان : العقل والفكر
نأيت: بعدت
الممرد : القوى المرتفع البناء
مع النساء: أى مع عبء النساء بتقدير مضاف
الشادن : الظبى عند بروز قرنيه
الكناس : بيت الظبى
حرث : زرع ومال
تبر : ذهب
كوارة : خلية
عرض وتحليل الناقد الادبى الشهير مصطفى حسين للقصيدة
يقول الناقد الأدبى الكبير الدكتور مصطفى حسين استاذ النقد الأدبى عن هذه القصيدة:
فى هذه القصيدة يظهر موقف الشاعر الأسلامى من قضية المرأة –المرأة المسلمة المعاصرة- التى ترصدت لها تيارات الغزو الفكرى والاجتماعى تحاول أن تردها عن طريق دينها وتجردها من أصالتها الإسلامية –مع أن المرأة-غير المسلمة- فى مجتمع الهند واليابان-مثلا- ماتزال تحتفظ بقدر كبير من أصالتها-دون أن يحول ذلك بينها وبين أخذها بقسط وافر من التعليم والتحضر.
وهو -أى الشاعر محمد صان الدين- - كعادته – يتناول أحرج القضايا بجمع بين الاقناع الهادىء والاصرار الراسخ والشاعرية الشفيفة ، والفكرة التى يدور حولها موقف الشاعر واقعية بسيطة مقنعة-فالمرأة جزء منا نحن الرجال لا غنى عنه- فليس ثمة عداء إن خاطبناها خطاب الناصح ، وهى أيضا عالم من الجمال والحب- ولهذا كله فان دعوى التحرر جناية كبرى غلى المرأة – لانها تضعها فى غير موضعها وتجردها من السمو والرفعة –كما أن البيت فى الاساس هو مملكة المرأة وينبغى ألا نخالف سنة الله الذى جعل لكل حى مكانه الذى يصله باسباب الحياة – فإذا خادر هذا المكان فقد أسباب الحياة
شاعرنا إذن منطقى ولكنه ليس من المناطقة الذين تختنق الكلمة الشاعرة بين أصابعهم الغليظة –فهو فى رصانة وهدوء يهمس ويؤثر ويخاطب الوجدان مع خطاب العقل المقنع المتزن
لا .. لا احبك سلعة معروضـــــة للمشتريــــــنا
أو دمية تُطــلى لتحــلو فــى عيــون الناظريـــنا
أو تنزلــين الســوق فــى قــيظ الحياة تزاحمـينا
فالسوق يا حسناء تعرك فى رحاها المرهفـــينا
بل أنت للعــرش الممـرد فـى سمـائك تأمريــنا
تلك إذن همسة شاعرة مقنعة ومؤثرة أيضا
وفى نهاية قصيدته نجد صورة شعرية هامسة الخطاب مقنعة الدليل:
إنى رأيت مليــكة النــحل الحكيــمة فــى الخـلية
قبــعت جلالتـــها تـــدبر أمـــر هاتــيك الرعــية
لا تشتكى مــللا وضيــقا فى الغــداة أو العشــية
وهى التى بجناحــها تطــوى المسافــات القصــــية
هكذا يعود الشاعر الاسلامى إلى عالم الطبيعة يستلهمه ويسترفده فى لطف ورقة ليوظفه فى طرح قضية من قضايا العصر وهو مع هذا مايزال فى حدود التصور الاسلامى: يبدى الرأى ويشفعه بالدليل-والدليل- هنا- شاعرى رقيق ولكنه فى الوقت نفسه –منطقى مقنع
المصدر:
مصطفى حسين -عرض وتحليل ديوان أعاصير وانسام- مجلة عالم الكتاب- يناير 1989 ص101-106
فى هذه القصيدة يظهر موقف الشاعر الأسلامى من قضية المرأة –المرأة المسلمة المعاصرة- التى ترصدت لها تيارات الغزو الفكرى والاجتماعى تحاول أن تردها عن طريق دينها وتجردها من أصالتها الإسلامية –مع أن المرأة-غير المسلمة- فى مجتمع الهند واليابان-مثلا- ماتزال تحتفظ بقدر كبير من أصالتها-دون أن يحول ذلك بينها وبين أخذها بقسط وافر من التعليم والتحضر.
وهو -أى الشاعر محمد صان الدين- - كعادته – يتناول أحرج القضايا بجمع بين الاقناع الهادىء والاصرار الراسخ والشاعرية الشفيفة ، والفكرة التى يدور حولها موقف الشاعر واقعية بسيطة مقنعة-فالمرأة جزء منا نحن الرجال لا غنى عنه- فليس ثمة عداء إن خاطبناها خطاب الناصح ، وهى أيضا عالم من الجمال والحب- ولهذا كله فان دعوى التحرر جناية كبرى غلى المرأة – لانها تضعها فى غير موضعها وتجردها من السمو والرفعة –كما أن البيت فى الاساس هو مملكة المرأة وينبغى ألا نخالف سنة الله الذى جعل لكل حى مكانه الذى يصله باسباب الحياة – فإذا خادر هذا المكان فقد أسباب الحياة
شاعرنا إذن منطقى ولكنه ليس من المناطقة الذين تختنق الكلمة الشاعرة بين أصابعهم الغليظة –فهو فى رصانة وهدوء يهمس ويؤثر ويخاطب الوجدان مع خطاب العقل المقنع المتزن
لا .. لا احبك سلعة معروضـــــة للمشتريــــــنا
أو دمية تُطــلى لتحــلو فــى عيــون الناظريـــنا
أو تنزلــين الســوق فــى قــيظ الحياة تزاحمـينا
فالسوق يا حسناء تعرك فى رحاها المرهفـــينا
بل أنت للعــرش الممـرد فـى سمـائك تأمريــنا
تلك إذن همسة شاعرة مقنعة ومؤثرة أيضا
وفى نهاية قصيدته نجد صورة شعرية هامسة الخطاب مقنعة الدليل:
إنى رأيت مليــكة النــحل الحكيــمة فــى الخـلية
قبــعت جلالتـــها تـــدبر أمـــر هاتــيك الرعــية
لا تشتكى مــللا وضيــقا فى الغــداة أو العشــية
وهى التى بجناحــها تطــوى المسافــات القصــــية
هكذا يعود الشاعر الاسلامى إلى عالم الطبيعة يستلهمه ويسترفده فى لطف ورقة ليوظفه فى طرح قضية من قضايا العصر وهو مع هذا مايزال فى حدود التصور الاسلامى: يبدى الرأى ويشفعه بالدليل-والدليل- هنا- شاعرى رقيق ولكنه فى الوقت نفسه –منطقى مقنع
المصدر:
مصطفى حسين -عرض وتحليل ديوان أعاصير وانسام- مجلة عالم الكتاب- يناير 1989 ص101-106
عدل سابقا من قبل Dr. Monzer Saneldeen في الإثنين يونيو 20, 2016 7:22 am عدل 1 مرات
عرض وتحليل الشاعرة الكبيرة "جليلة رضا" للقصيدة
تقول الشاعرة الكبيرة "جليلة رضا" عن هذه القصيدة:
يبدو أننى لا استطيع أن اقاوم اغراء الكلام عن قصيدة "أنت منى ولكن" للشاعر محمد صان الدين
ففيها نستطيع ، أن ندرك موقف الشاعر من المرأة ، وننقب فى أعماقه ، ونزين صوره ، ونضىء جوانبه ... إنه صراخ رجل ثائر على أوضاعها ، يريد لها الكمال ، ويؤلمه عجزه..
صراخ رجل أقسم ، منذ عرف الله ألا يجذبه سحرها الأنثوى ، وألا يصيب قلبه سهام لحظها الفتاك..
ويسألها فى تهكم واستنكار: أين هذا الضعف الذى اشتهرت به، وهى بقوتها تروض أغلط الرجال بقوله:
لكنه يخاف ظنها السوء به، فيفسر موقفه مستدركا:
ويشرح الشاعر رغبته فى أن يراها سيدة البيت ...هكذا أراد الله ، وهذا هو دورها فى الحياة:
المصدر:
جليلة رضا – نظرات فى ديوان "أعاصير وأنسام" مجلة الأزهر – الجزء 2 السنة 60 صفر 1408
يبدو أننى لا استطيع أن اقاوم اغراء الكلام عن قصيدة "أنت منى ولكن" للشاعر محمد صان الدين
ففيها نستطيع ، أن ندرك موقف الشاعر من المرأة ، وننقب فى أعماقه ، ونزين صوره ، ونضىء جوانبه ... إنه صراخ رجل ثائر على أوضاعها ، يريد لها الكمال ، ويؤلمه عجزه..
صراخ رجل أقسم ، منذ عرف الله ألا يجذبه سحرها الأنثوى ، وألا يصيب قلبه سهام لحظها الفتاك..
ويسألها فى تهكم واستنكار: أين هذا الضعف الذى اشتهرت به، وهى بقوتها تروض أغلط الرجال بقوله:
هل أنت يا حــواء مخلــوق يُعــدُ من الضعـــــافِ
أم أن أعــتى النــاس طــفل فى انامــلك اللطـــافِ ؟؟
أم أن أعــتى النــاس طــفل فى انامــلك اللطـــافِ ؟؟
لكنه يخاف ظنها السوء به، فيفسر موقفه مستدركا:
لا تحسبى حــواء أنــى عــنك مشغــول الجـــــنانِ
هل أنت إلا قطــعة مــنى استقــلت عــن كيــــانى ؟
لكننى أبغـــــيك يــــا حـــــواء عالـــــية المكــــان
هل أنت إلا قطــعة مــنى استقــلت عــن كيــــانى ؟
لكننى أبغـــــيك يــــا حـــــواء عالـــــية المكــــان
*****
لا .. لا احبك سلعة معروضـــــة للمشتريــــــنا
أو دمية تُطــلى لتحــلو فــى عيــون الناظريـــنا
لا .. لا احبك سلعة معروضـــــة للمشتريــــــنا
أو دمية تُطــلى لتحــلو فــى عيــون الناظريـــنا
ويشرح الشاعر رغبته فى أن يراها سيدة البيت ...هكذا أراد الله ، وهذا هو دورها فى الحياة:
البيت يا حــواء عــش أنت فيه الــروح تسـرى
وحنانك الفياض بين رياضه الزهراء يجــــرى
*****
ويضرب لها مثلا بالنحلة قائلا فى بلاغة وحكمة:وحنانك الفياض بين رياضه الزهراء يجــــرى
*****
إنى رأيت مليــكة النــحل الحكيــمة فــى الخـلية
قبــعت جلالتـــها تـــدبر أمـــر هاتــيك الرعــية
لا تشتكى مــللا وضيــقا فى الغــداة أو العشــية
وهى التى بجناحــها تطــوى المسافــات القصــــية
*****
ثم يتجه بها إلى الله حيث يتجه دائما اليه عز وجل:قبــعت جلالتـــها تـــدبر أمـــر هاتــيك الرعــية
لا تشتكى مــللا وضيــقا فى الغــداة أو العشــية
وهى التى بجناحــها تطــوى المسافــات القصــــية
*****
ورأيــت أن الله زود كــــل جــنس فــى الخليـــــقة
بخصائص فطــرية ليــشق فــى الدنــيا طريــــــقه
كل مـُــعد فـــى الحيـــاة لـــدوره وهـــى الحقيـــقة
وتكمل الشاعرة جليلة رضا قائلة: لقد اسهبت فى شرح هذه القصيدة لما فيها من جمال فنى ظاهر أبدعه شاعر : يصلى من غير كلفة ، ويعبد الله من غير تظاهر ... شاعر : لا يعرف التهريج والالتواء، يكتب عن فن ودراية ، وعلم ومعرفة، شاعر يجمع بين براءة الطفل ، وقلب الفنان ، وعقل الفيلسوف ...شاعر يحملنا على التغلعل فى أعماق أنفسنا لكى نعيش فى سماحة وحب وصفاءبخصائص فطــرية ليــشق فــى الدنــيا طريــــــقه
كل مـُــعد فـــى الحيـــاة لـــدوره وهـــى الحقيـــقة
المصدر:
جليلة رضا – نظرات فى ديوان "أعاصير وأنسام" مجلة الأزهر – الجزء 2 السنة 60 صفر 1408
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى