القصيدة الدامعة: وَرَحَلتِ يا أماهُ
صفحة 1 من اصل 1
القصيدة الدامعة: وَرَحَلتِ يا أماهُ
وَرَحَلتِ يا أماهُ
الاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص188-189
طيرى بآفاق الضياء وحلــــــــــقى ^^^^^ وإلى ربا الفردوس خِفى واسبقى
رفافة كالنور فى هـــــــــــــــــالاته ^^^^^ نشوى بغفران السماء المغــــدقِ
صنعت يمينك فى الحياة مــــعارجا ^^^^^ تُفضى إلى آلاء ربك فارتـــــقى
وهناك فى ظل الخلود تربـــــــــعى ^^^^^ فوق الأرائك بين روض مـونقِ
تمشين بين الحور باسمة المحـــــيا ^^^^^ فى أرق سنا وأبهـــــــــى رونقِ
تلقاك الوان التحايا كُلـــــــــــــــــما ^^^^^ شارفت نهرا أو خطرت بجوسقِ
يهنيك يا أم الخصال الزاكـــــــــــيا ^^^^^ ت الخلد فى هذا النعيم المـــطلقِ
*****
قد كنت يا أماه تشكين الجـــــــــوى ^^^^^ لوحيدك النائى بواد مـــــــــغلقِ
وتصارعين الداء فى غلــــــــــوائه ^^^^^ وتغالبين يد الحِمَام المــــــحدقِ
أملا يداعب منك قلبا ذاويـــــــــــــا ^^^^^ ويمد جدب الروح فيك بـــــــريقِ
عل الغريب يعود فى إبـــــــــــــانه ^^^^^ ويمرغ الخدين عند المفــــــرقِ
فتشيمنى عيناك بين الحـــــاضرين ^^^^^ لدى الوداع بطرفها المغـرورقِ
والله يعلم ما بقلبــــــــــــك من أسى ^^^^^ متأجج بين الحنايا مــــــــــوبقِ
ووحيدك النائى تكبله الحـــــــــــــيا ^^^^^ ة بحكمها من فوق جمر محرقِ
يهفو إاليك فؤاده مسترحـــــــــــــما ^^^^^ كجريح طير بالحبائل مـــــوثقِ
لكنه والوجد يعصر نفـــــــــــــــسه ^^^^^ يحيا على أمل اللقاء الشــــــيقِ
ويخال أعوام النوى قد أدبــــــــرت ^^^^^ فمضى يحث من الليالى ما بقى
لكن و واحزناه بادرت المـــــــــــنو ^^^^^ ن فطوحت منى بفض الزنـبقِ
فرحلت يا أماه ظمأى مهــــــــــــجة ^^^^^ عن هذه الدنيا ولما نلـــــــــتقِ
ورحلت يا نبع الحنان الــــــــــــــثر ^^^^^ يا موج السخاء الغامر المتدفقِ
وبقيت مشبوب الأسى فى غربــــتى ^^^^^ أبكى بقلب فى الضلوع مصفقِ
لا أرتجى رؤياك إلا حالــــــــــــــما ^^^^^ مسترجعا صوا لماضى مشرقِ
*****
أماه عذرا فالحياة عـــــــــــــواصف ^^^^^ تأتى بكل مروع ومــــــــــؤرقِ
ذاك الذى حسب الوقائع ناتــــــــــجا ^^^^^ لمقدمات العقل غير مــــــــوفقِ
إن الأمور رهينة بمشيــــــــــــــــئة ^^^^^ عظمى وراء العقل فوق المنطق
أماه قد رفع الحجاب عــــــــــــــــنك ^^^^^ وذا أنا طوع الجناح فطـــــوقى
أما أنا فالله يعلم كـــــــــــــــــــم أظل ^^^^^ بغربة الدنيا صريع تشــــــوقِ
أصغى إلى خفقات روحك ســــــاريا ^^^^^ بين النسيم العاطر المترقـــرقِ
وأراك فى آفاق عيشى كالمـــــــــــلا ^^^^^ ك تحلقين بوجهك المتــــــــألقِ
وعليك من حلل الجلال مضــــــــمخ ^^^^^ من طيب جنات الخلود المـعبقِ
*****
رباه أمى فى رحابك فاجـــــــــــزها ^^^^^ متكرما عنى جزاء المــــــــــتقى
هذى كفوفى قد بسطت مناجـــــــــيا ^^^^^ لك من فؤاد فى الضراعة مغرقِ
أرجوك للأبوين أجزل رحـــــــــمة ^^^^^ جهد البنين دعاء قلب مشــــــــفقِ
حاشاك ربى أن ترد تضــــــــرعى ^^^^^ وبحار فضلك لا تضيق بمســـتقِ
*****
******
*******
آلاء = نعمالاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص188-189
تقديم القصيدة بقلم الشاعر:
جائنى نعى والدتى بليبيا ولم يبق على موعد عودتى إلى مصر إلا القليل، ليجتمع شمل الأم بوحيدها الذى طالت غيبته عن أمه الملتاعة المريضة، وبينما أنا أعد للقائها وأجتهد فى تهيئة ما يدخل البهجة ويسعدها فى أخريات حياتها على الدنيا جاءنى نعيها، فكانت هذه الزفرة الحارة من قلب مصدوع
جائنى نعى والدتى بليبيا ولم يبق على موعد عودتى إلى مصر إلا القليل، ليجتمع شمل الأم بوحيدها الذى طالت غيبته عن أمه الملتاعة المريضة، وبينما أنا أعد للقائها وأجتهد فى تهيئة ما يدخل البهجة ويسعدها فى أخريات حياتها على الدنيا جاءنى نعيها، فكانت هذه الزفرة الحارة من قلب مصدوع
طيرى بآفاق الضياء وحلــــــــــقى ^^^^^ وإلى ربا الفردوس خِفى واسبقى
رفافة كالنور فى هـــــــــــــــــالاته ^^^^^ نشوى بغفران السماء المغــــدقِ
صنعت يمينك فى الحياة مــــعارجا ^^^^^ تُفضى إلى آلاء ربك فارتـــــقى
وهناك فى ظل الخلود تربـــــــــعى ^^^^^ فوق الأرائك بين روض مـونقِ
تمشين بين الحور باسمة المحـــــيا ^^^^^ فى أرق سنا وأبهـــــــــى رونقِ
تلقاك الوان التحايا كُلـــــــــــــــــما ^^^^^ شارفت نهرا أو خطرت بجوسقِ
يهنيك يا أم الخصال الزاكـــــــــــيا ^^^^^ ت الخلد فى هذا النعيم المـــطلقِ
*****
قد كنت يا أماه تشكين الجـــــــــوى ^^^^^ لوحيدك النائى بواد مـــــــــغلقِ
وتصارعين الداء فى غلــــــــــوائه ^^^^^ وتغالبين يد الحِمَام المــــــحدقِ
أملا يداعب منك قلبا ذاويـــــــــــــا ^^^^^ ويمد جدب الروح فيك بـــــــريقِ
عل الغريب يعود فى إبـــــــــــــانه ^^^^^ ويمرغ الخدين عند المفــــــرقِ
فتشيمنى عيناك بين الحـــــاضرين ^^^^^ لدى الوداع بطرفها المغـرورقِ
والله يعلم ما بقلبــــــــــــك من أسى ^^^^^ متأجج بين الحنايا مــــــــــوبقِ
ووحيدك النائى تكبله الحـــــــــــــيا ^^^^^ ة بحكمها من فوق جمر محرقِ
يهفو إاليك فؤاده مسترحـــــــــــــما ^^^^^ كجريح طير بالحبائل مـــــوثقِ
لكنه والوجد يعصر نفـــــــــــــــسه ^^^^^ يحيا على أمل اللقاء الشــــــيقِ
ويخال أعوام النوى قد أدبــــــــرت ^^^^^ فمضى يحث من الليالى ما بقى
لكن و واحزناه بادرت المـــــــــــنو ^^^^^ ن فطوحت منى بفض الزنـبقِ
فرحلت يا أماه ظمأى مهــــــــــــجة ^^^^^ عن هذه الدنيا ولما نلـــــــــتقِ
ورحلت يا نبع الحنان الــــــــــــــثر ^^^^^ يا موج السخاء الغامر المتدفقِ
وبقيت مشبوب الأسى فى غربــــتى ^^^^^ أبكى بقلب فى الضلوع مصفقِ
لا أرتجى رؤياك إلا حالــــــــــــــما ^^^^^ مسترجعا صوا لماضى مشرقِ
*****
أماه عذرا فالحياة عـــــــــــــواصف ^^^^^ تأتى بكل مروع ومــــــــــؤرقِ
ذاك الذى حسب الوقائع ناتــــــــــجا ^^^^^ لمقدمات العقل غير مــــــــوفقِ
إن الأمور رهينة بمشيــــــــــــــــئة ^^^^^ عظمى وراء العقل فوق المنطق
أماه قد رفع الحجاب عــــــــــــــــنك ^^^^^ وذا أنا طوع الجناح فطـــــوقى
أما أنا فالله يعلم كـــــــــــــــــــم أظل ^^^^^ بغربة الدنيا صريع تشــــــوقِ
أصغى إلى خفقات روحك ســــــاريا ^^^^^ بين النسيم العاطر المترقـــرقِ
وأراك فى آفاق عيشى كالمـــــــــــلا ^^^^^ ك تحلقين بوجهك المتــــــــألقِ
وعليك من حلل الجلال مضــــــــمخ ^^^^^ من طيب جنات الخلود المـعبقِ
*****
رباه أمى فى رحابك فاجـــــــــــزها ^^^^^ متكرما عنى جزاء المــــــــــتقى
هذى كفوفى قد بسطت مناجـــــــــيا ^^^^^ لك من فؤاد فى الضراعة مغرقِ
أرجوك للأبوين أجزل رحـــــــــمة ^^^^^ جهد البنين دعاء قلب مشــــــــفقِ
حاشاك ربى أن ترد تضــــــــرعى ^^^^^ وبحار فضلك لا تضيق بمســـتقِ
*****
******
*******
مونف = جميل معجب
جوسق = قصر
بواد مغلق = أى لا منفذ منه
الحمام = الموت
المحدق = المحيط به
الريق = أول الشباب والمطر
تشيمنى = تنظر فى ترقب
موبق = مهلك
الزنبق = الياسمين
الثر = الغزير
مضمخ = معطر
مواضيع مماثلة
» القصيدة الحائرة
» القصيدة القادمة
» الفرار .. الفرار
» القصيدة الثانية من ديوان الانسان فى الميزان "أنت"
» القصيدة الحادية عشر من ديوان الانسان فى الميزان:"سطو"
» القصيدة القادمة
» الفرار .. الفرار
» القصيدة الثانية من ديوان الانسان فى الميزان "أنت"
» القصيدة الحادية عشر من ديوان الانسان فى الميزان:"سطو"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى