قصيدة يــا شـعــــــــــر

يــا شـعــــــــــر

تردَّدْ بأسماع الزمان رخيما *********** ورفرفْ على وجه الحياة نسيما  
وطوِّف بآفاق الوجود مصوِّراً ********** وترجم أحاسيس القلوب نظيما
ونوِّر بوجدان الغُواة بصائراً *********** ترى الحسن قبحاً والحميد ذميما  
ولوِّح برايات السلام على الورى *********** وكن لي صديقاً في الحياة حميما  
أنيساً تناجيني بكل فضيلة *********** أكون بها خصب الفؤاد كريما
أيا شعر.. إن لم تنتصر لعقيدتي *********** وتجهر بها في الناس كنت عقيما
وإن أنت بالأنغام لم تعْلُ عندهم  *********** عواطف دنيا كنتُ منك سقيما  
رأيتك عند القانتين لربهم  *********** ملاكاً, وعند الغافلين رجيما  
ونظّام هجر القول ليس بشاعر *********** وإن هز أعطافاً, وصاغ نجوما  
سموّ المعاني في القريض منابع *********** تفيض بجدباء النفوس نعيما  
وتضفي على الدنيا بهاء ورونقاً *********** يضيئان من قدس الجلال حلوما  
لهذا جعلت الشعر ناياً أبثه *********** ترانيم قلب لا يزال صميما  
تزاويق شيطان الهوى لم تمِل به *********** وهل يستميل الغيّ قَطُّ سليما ؟  
يرى أن قول المرء في كل حالة *********** يصير بديوان السماء رقيما  
ومن يحظ بالذوق الرفيع فإنه *********** يكون لسفساف القريض خصيما
فلا كان فن بالمجون مزخرف *********** ولا كان شعر يستبيح حريما