بين الشاعر وصديقه الملحد فى قصيدة "البعث حقيقة"
صفحة 1 من اصل 1
بين الشاعر وصديقه الملحد فى قصيدة "البعث حقيقة"
البعث حقيقة
الاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص77-82
طًفتُ يوما فى خشــوع ::::::::::: عند ارماسٍ قديـــــمة
عَرت الأرياح منــــها ::::::::::: أعظما فيها رميـــــــمة
بعضها قد صار تـــربا ::::::::::: ذهبت عنه الزهـــــومة
كان هذا الترب يومــــا ::::::::::: جسم هيئات وسيــــــمة
ناعمات مرهفــــــــات ::::::::::: ذات أصوات رخيمــــة
*****
واستهلت من عيونــى ::::::::::: فوق صحن الخد عَبره
ذى حياة ثم مـــــــوت ::::::::::: واندثار بين حفـــــــره
ثم نشر وانبعـــــــــاث ::::::::::: حين يلقى الله أمـــــره
ثم خلد فى جحــــــــيم ::::::::::: أو جنان مستقـــــــــره
يا بنى الدنيا أفيقــــــوا ::::::::::: إن فى هذا لعبــــــــره
*****
فانبرى لى ذو فتـــــون ::::::::::: فى ازدراء أو يـــزيدُ
قال لى فى نبرة قـــــــد ::::::::::: هالنى فيها الجحــود:
أى مرء مستنـــــــــــير::::::::::: ضمه هذا الوجـود !؟
لا يرى فى بعث عظم ::::::::::: ان ذا رجع بعــــــــيد
كل شىء إن تلاشى ::::::::::: فى فناء لا يعــــــــود
*****
فى دياجى الموت يخفى ::::::::::: الناس فى ليل طــــويل
ما رأينا أن ميــــــــــــتا ::::::::::: عاد من بعد الرحــــيل
ما سمعنا غير قــــــــول ::::::::::: لم يؤيد بالدلــــــــــــيل
عن نشور بعد مــــــوت ::::::::::: ساغ فى الفكر الكليل ؟!
أى برهان لدعـــــــــوى ::::::::::: ردها راقى العقـــــول
*****
قلت يا هذا تــــــــــــأمل ::::::::::: ذلك الغصن الرطيـبا
وانظر الأزهار فـــــــيه ::::::::::: تملأ الأجواء طيـــــبا
كان فى عهد قريب ::::::::::: يابسا يؤسى القلـــــــــــوبا
ليس فيه من حياة ::::::::::: لا ترى الا شحـــــــــــــــوبا
ما له قد عاد غضا ::::::::::: يرتدى ثوبا قشيـــــــــــــبا
*****
وانظر الغبراء تُــــلف ::::::::::: أنها أرض مـــــــــــــواتُ
لا تراها غير جــــدب ::::::::::: جعدته السافــــــــــــــيات
إن سقاها الغيث دبـت ::::::::::: فى روابيها الحــــــــــــياة
واكتست خصبا بهيجا ::::::::::: قد زكا فيها النبـــــــــــات
يُجتَنى منه ريـــــــاش ::::::::::: أو ثمار ٌ ناضجــــــــــاتُ
*****
هذه الأشجار تنــــــــمو ::::::::::: من جسوم الغابريـــــــنا
حيث صاروا بعد موت ::::::::::: فى طباق الأرض طيــنا
واستحال الطين والأشـــ ::::::::::: ــجار أعنــــــــابا وتيـنا
قد طعمناه ثمــــــــــــارا ::::::::::: حلوة منها حييـــــــــــنا
كيف عاد الميت حــــــيا ::::::::::: فى خلايا العيش فينا ؟!
*****
حين تمسى فى سُبــــات ::::::::::: دون إدراك وحِـــــــس
صرت ملقى فى فـراش ::::::::::: لست تدرى أين تمـسى
ثم تصحو فى حــــــــياة ::::::::::: بين أفراح وعـــــــرس
إنه موت وبـــــــــــــعثٌ ::::::::::: كل يوم دون لــــــــبث
وانطراح فى ســــــــرير ::::::::::: كانطراح بــــين رمس
*****
هل سألت العقل يــــــوما ::::::::::: أين كان المرء قـــــبلُ
كيف أضحى ذا كـــــــيان ::::::::::: شكله فى العين يحــلو
كيف دبت فيـــــــــه روح ::::::::::: ذات أسرار ..وعـــقل
لم يكن من قبل شيـــــئا ::::::::::: منه فوق الأرض ظـــل
كان معدوما بغيــــــــب ::::::::::: ليس عنه ما يــــــــــدل
*****
كم على الدنيا ظلـــــوم ::::::::::: غاب عن قاض وحــــاكم
عاث فى الأرض فسادا ::::::::::: كالوباء كـــــــــــــالأراقم
ما نجا منه ضـــــــعيف ::::::::::: أو حليم أو مســـــــــــالم
لو فرضنا البعث وهــم ::::::::::: قد نما فى ذهن واهــــــم
واختفى فى الناس زجرا ::::::::::: أين يقضى فى المظالم ؟
*****
أيها المرتاب أخــــــفى ::::::::::: بالممــــــــــــارات مراده
أى ريب أى لــــــــبس ::::::::::: هز فى البعث اعتقــــــاده
إن عظم المرء يحــــيا ::::::::::: قائما يوم الشهـــــــــــــاده
فالذى سواه بـــــــــدءا ::::::::::: باختيــــــــــــــــار وإراده
فى جمال واكتمــــــال ::::::::::: ليس تعييه إعــــــــــــــاده
*****
فى محيا صاحــــــــبى ::::::::::: حدقت عينى لـــــــــــــعل
ما تغشاه رقــــــــــــيق ::::::::::: من ضباب قد تـــــــــولى
فارتأت فيه بـــــــــريق ::::::::::: من هدى القلب تجــــــلى
والذى قد كان وعـــرا ::::::::::: منذ ساع صار ســــــــهلا
ثم حيا فى خشــــــــوع ::::::::::: قائلا أين المصــــــــــلى ؟
*****
******
*******
أرماس = قبورالاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص77-82
طًفتُ يوما فى خشــوع ::::::::::: عند ارماسٍ قديـــــمة
عَرت الأرياح منــــها ::::::::::: أعظما فيها رميـــــــمة
بعضها قد صار تـــربا ::::::::::: ذهبت عنه الزهـــــومة
كان هذا الترب يومــــا ::::::::::: جسم هيئات وسيــــــمة
ناعمات مرهفــــــــات ::::::::::: ذات أصوات رخيمــــة
*****
واستهلت من عيونــى ::::::::::: فوق صحن الخد عَبره
ذى حياة ثم مـــــــوت ::::::::::: واندثار بين حفـــــــره
ثم نشر وانبعـــــــــاث ::::::::::: حين يلقى الله أمـــــره
ثم خلد فى جحــــــــيم ::::::::::: أو جنان مستقـــــــــره
يا بنى الدنيا أفيقــــــوا ::::::::::: إن فى هذا لعبــــــــره
*****
فانبرى لى ذو فتـــــون ::::::::::: فى ازدراء أو يـــزيدُ
قال لى فى نبرة قـــــــد ::::::::::: هالنى فيها الجحــود:
أى مرء مستنـــــــــــير::::::::::: ضمه هذا الوجـود !؟
لا يرى فى بعث عظم ::::::::::: ان ذا رجع بعــــــــيد
كل شىء إن تلاشى ::::::::::: فى فناء لا يعــــــــود
*****
فى دياجى الموت يخفى ::::::::::: الناس فى ليل طــــويل
ما رأينا أن ميــــــــــــتا ::::::::::: عاد من بعد الرحــــيل
ما سمعنا غير قــــــــول ::::::::::: لم يؤيد بالدلــــــــــــيل
عن نشور بعد مــــــوت ::::::::::: ساغ فى الفكر الكليل ؟!
أى برهان لدعـــــــــوى ::::::::::: ردها راقى العقـــــول
*****
قلت يا هذا تــــــــــــأمل ::::::::::: ذلك الغصن الرطيـبا
وانظر الأزهار فـــــــيه ::::::::::: تملأ الأجواء طيـــــبا
كان فى عهد قريب ::::::::::: يابسا يؤسى القلـــــــــــوبا
ليس فيه من حياة ::::::::::: لا ترى الا شحـــــــــــــــوبا
ما له قد عاد غضا ::::::::::: يرتدى ثوبا قشيـــــــــــــبا
*****
وانظر الغبراء تُــــلف ::::::::::: أنها أرض مـــــــــــــواتُ
لا تراها غير جــــدب ::::::::::: جعدته السافــــــــــــــيات
إن سقاها الغيث دبـت ::::::::::: فى روابيها الحــــــــــــياة
واكتست خصبا بهيجا ::::::::::: قد زكا فيها النبـــــــــــات
يُجتَنى منه ريـــــــاش ::::::::::: أو ثمار ٌ ناضجــــــــــاتُ
*****
هذه الأشجار تنــــــــمو ::::::::::: من جسوم الغابريـــــــنا
حيث صاروا بعد موت ::::::::::: فى طباق الأرض طيــنا
واستحال الطين والأشـــ ::::::::::: ــجار أعنــــــــابا وتيـنا
قد طعمناه ثمــــــــــــارا ::::::::::: حلوة منها حييـــــــــــنا
كيف عاد الميت حــــــيا ::::::::::: فى خلايا العيش فينا ؟!
*****
حين تمسى فى سُبــــات ::::::::::: دون إدراك وحِـــــــس
صرت ملقى فى فـراش ::::::::::: لست تدرى أين تمـسى
ثم تصحو فى حــــــــياة ::::::::::: بين أفراح وعـــــــرس
إنه موت وبـــــــــــــعثٌ ::::::::::: كل يوم دون لــــــــبث
وانطراح فى ســــــــرير ::::::::::: كانطراح بــــين رمس
*****
هل سألت العقل يــــــوما ::::::::::: أين كان المرء قـــــبلُ
كيف أضحى ذا كـــــــيان ::::::::::: شكله فى العين يحــلو
كيف دبت فيـــــــــه روح ::::::::::: ذات أسرار ..وعـــقل
لم يكن من قبل شيـــــئا ::::::::::: منه فوق الأرض ظـــل
كان معدوما بغيــــــــب ::::::::::: ليس عنه ما يــــــــــدل
*****
كم على الدنيا ظلـــــوم ::::::::::: غاب عن قاض وحــــاكم
عاث فى الأرض فسادا ::::::::::: كالوباء كـــــــــــــالأراقم
ما نجا منه ضـــــــعيف ::::::::::: أو حليم أو مســـــــــــالم
لو فرضنا البعث وهــم ::::::::::: قد نما فى ذهن واهــــــم
واختفى فى الناس زجرا ::::::::::: أين يقضى فى المظالم ؟
*****
أيها المرتاب أخــــــفى ::::::::::: بالممــــــــــــارات مراده
أى ريب أى لــــــــبس ::::::::::: هز فى البعث اعتقــــــاده
إن عظم المرء يحــــيا ::::::::::: قائما يوم الشهـــــــــــــاده
فالذى سواه بـــــــــدءا ::::::::::: باختيــــــــــــــــار وإراده
فى جمال واكتمــــــال ::::::::::: ليس تعييه إعــــــــــــــاده
*****
فى محيا صاحــــــــبى ::::::::::: حدقت عينى لـــــــــــــعل
ما تغشاه رقــــــــــــيق ::::::::::: من ضباب قد تـــــــــولى
فارتأت فيه بـــــــــريق ::::::::::: من هدى القلب تجــــــلى
والذى قد كان وعـــرا ::::::::::: منذ ساع صار ســــــــهلا
ثم حيا فى خشــــــــوع ::::::::::: قائلا أين المصــــــــــلى ؟
*****
******
*******
رميمة = بالية
تزايله = تفارقه
الزهومة = الريح النتنة
عبرة = دمعة
يؤسى = يحزن
الغبراء = الأرض
جعدته = جعلته غليطا متعرجا
السافيات = الرياح
الرياش = المال واللباس
سبات = نوم
رمس = قبر
الأراقم = الثعابين
مواضيع مماثلة
» قصيدة الشاعر الحارقة : الجمرة
» رائعة الشاعر: حكمة طائر
» زمردة الشاعر المكنونة: صمت الطيور
» معرض صور الشاعر
» رسالة الشاعر "إلى حواء العصر" الساخرة
» رائعة الشاعر: حكمة طائر
» زمردة الشاعر المكنونة: صمت الطيور
» معرض صور الشاعر
» رسالة الشاعر "إلى حواء العصر" الساخرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى