زمردة الشاعر المكنونة: صمت الطيور

من طرف **Dr. Monzer Saneldeen** الأحد يوليو 05, 2015 11:53 am

صمت الطيور
الاستاذ| محمد عبد الرحمن صان الدين
ديوان أعاصير وأنسام – ص52-53

لِمَ لم تغنى يا طيور ، لِم لا تطيرى فى البكور
مالى أراك قد انطويت فلا رفيق ولا ظهور
وركنت للصمت الحزين وأنة القلب الحسير
*****
إنى عهدتك تصدحين بكل ألحان السرور
وترفرفين على الخمائل والجداول والجسور
وتغازلين مع الصباح البكر فتان الزهور
وتبادلين الشمس فى سبحاتها كأس الحبور
حتى يواريها المساء وراء مسدول الستور
فتحلقين على المروج الساجيات الى الوكور
حيث الوداعة والأمان ودفء مضجعك الوثير
فإذا احتواك العش نمت كنومة الطفل الغرير
... ماذا دهاك فصرت دامية المدامع والشعور
وتحول المرح الجميل إلى أنين أو زفير
*****
فسمعت صوتا ينبرى من بين أنات الطيور:
"يا غافلا عما استجد وذاهلا عما يدور
أنى أغرد أو أنقر فى مجالى أو أطير
والروض صوح أيكه والماء غاض من الغدير
والأرض قد غصت بفتاك الأفاعى والنمور
والجو قد ملكته أسراب الجوارح والصقور
والأمن فى المأهول قد غالته أنياب الشرور
وقوارع الأصوت تنذر بالبوائق والثبور
والقوة الهوجاء تعصف بالجليل وبالحقير
والعيش تحكمه قوانين المخالب والغرور
والأمر أمر الجاثمين على الجماجم والصدور
فتضور الضعفاء تحت مطارق الظلم المغير
وسواجع الطير الوديع نحيلة الجسم الصغير
هذى هى الدنيا كما وضحت لأعمى أو بصير
فلجأت ألتمس السكينة والأمان إلى القبور
وقنعت من عيشى بظل شاحب بين الصخور
أتسقط القطر الشرود وأمضغ العشب المرير
حتى يوافينى الحمام وألفظ النفس الأخير
وتطير أجنحة الملائك بى إلى خلد المصير
فأبث ثم شكايتى فى ساحة العدل القدير
*****
******
*******

الساجيات = الهادئات الساكنات
صوح أيكه = يبس شجره وتناثر
غاض = قل ونضب
غصت = امتلأت
غالته = قتلته
البوائق = الدواهى
الثبور = الخسران والهلاك
تضور = تلوى من الألم
أتسقط = أطلب
الحمام = الموت
ثم = هناك