قصيدة الوداع لابراهيم ناجى
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة الوداع لابراهيم ناجى
الـوداع
حان حرماني وناداني النذيرْ ***** ما الذي أعدّدْتُ لي قبل المسيرْ
زمني ضاع وما أنصفتني ***** زاديَ الأولُ كالزاد الأخيرْ
ريّ عمري من أكاذيبِ المنى ***** وطعامي من عفافٍ وضميرْ
وعلى كفِك قلبٌ ودمٌ ***** وعلى بابِك قيدٌ وأسيرْ!
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي ***** هذه الجنةُ ليستْ من نصيبي
آه من دارِ نعيمٍ كلما جئتها ***** أجتازُ جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا ***** والشباب الغضِّ والعمرِ القشيبِ
أنزلُ الربوةَ ضيفاً عابراً ***** ثم أمضي عنك كالطيرِ الغريبِ
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما ***** والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!
لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا ***** وتلاقيني عطوفاً وكريما
كلُّ شيء صار مرّاً في فمي ***** بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه من يأخذُ عمري كلَّه ***** ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!
هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا؟! ***** كم بنينا من خيالٍ حولنا!
ومشينا في طريق مقمرٍ ***** تثبُ الفرحةُ فيه قبلنا!
وتطلعنا إلى أنجمه ***** فتهاوين وأصبحنَ لنا!
وضحكنا ضحك طفلينِ معاً ***** وعدونا فسبقنا ظلنا!
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ***** وأفقنا. ليتَ أنا لا نفيقْ!
يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكَرَى ***** وتولّى الليلُ، واللَّيْلُ صَدِيقْ
وإذا النُّورُ نَذِيرٌ طَالعٌ ***** وإِذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَرِيقْ
وإذا الدُّنيا كما نعرفُها ***** وإذَا الأحْبَابُ كلٌّ في طَريق
هاتِ أسعدْني وَدَعْني أسْعدُكْ ***** قَدْ دَنا بعدَ التَّنائي موردُكْ
فأذقنيه فإِني ذاهِبٌ ***** لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُكْ
وا بلائي من لياليَّ التي ***** قرَّبَتْ حَيْني وراحَتْ تبعِدُكْ!
لا تَدَعْني للَّيالي فغداً ***** تجْرَحُ الفُرْقةُ ما تأسو يَدُكْ!
أزف البينُ وقد حان الذّهابْ ***** هذه اللَّحظةُ قُدَّت مِن عَذَابْ
أزف البينُ، وهل كان النَّوى ***** يا حبيبي غير أن أغْلق بابْ ؟!
مَضتِ الشّمْشُ فأمسيتُ وقد ***** أغلقت دونيَ أبوابُ السَّحابْ
وتلفَّتُّ على آثارِهَا أسْألُ ***** اللَّيْلَ! ومَنْ لي بالجوابْ؟!
http://adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=shqas&qid=63450&r=&rc=5حان حرماني وناداني النذيرْ ***** ما الذي أعدّدْتُ لي قبل المسيرْ
زمني ضاع وما أنصفتني ***** زاديَ الأولُ كالزاد الأخيرْ
ريّ عمري من أكاذيبِ المنى ***** وطعامي من عفافٍ وضميرْ
وعلى كفِك قلبٌ ودمٌ ***** وعلى بابِك قيدٌ وأسيرْ!
حانَ حرماني فدعني يا حبيبي ***** هذه الجنةُ ليستْ من نصيبي
آه من دارِ نعيمٍ كلما جئتها ***** أجتازُ جسراً من لهيبِ
وأنا إلفك في ظل الصِّبا ***** والشباب الغضِّ والعمرِ القشيبِ
أنزلُ الربوةَ ضيفاً عابراً ***** ثم أمضي عنك كالطيرِ الغريبِ
لِمَ يا هاجرُ أصبحتَ رحيما ***** والحنانُ الجمُّ والرقةُ فيما؟!
لِم تسقينيَ من شهدِ الرضا ***** وتلاقيني عطوفاً وكريما
كلُّ شيء صار مرّاً في فمي ***** بعدما أصبحتُ بالدنيا عليما
آه من يأخذُ عمري كلَّه ***** ويعيدْ الطفلَ والجهلَ القديما!
هل رأى الحبُّ سكارى مثلنا؟! ***** كم بنينا من خيالٍ حولنا!
ومشينا في طريق مقمرٍ ***** تثبُ الفرحةُ فيه قبلنا!
وتطلعنا إلى أنجمه ***** فتهاوين وأصبحنَ لنا!
وضحكنا ضحك طفلينِ معاً ***** وعدونا فسبقنا ظلنا!
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ***** وأفقنا. ليتَ أنا لا نفيقْ!
يقظةٌ طاحت بأحلامِ الكَرَى ***** وتولّى الليلُ، واللَّيْلُ صَدِيقْ
وإذا النُّورُ نَذِيرٌ طَالعٌ ***** وإِذا الفجرُ مُطِلٌّ كالحَرِيقْ
وإذا الدُّنيا كما نعرفُها ***** وإذَا الأحْبَابُ كلٌّ في طَريق
هاتِ أسعدْني وَدَعْني أسْعدُكْ ***** قَدْ دَنا بعدَ التَّنائي موردُكْ
فأذقنيه فإِني ذاهِبٌ ***** لا غدي يُرجَى ولا يُرجَى غدُكْ
وا بلائي من لياليَّ التي ***** قرَّبَتْ حَيْني وراحَتْ تبعِدُكْ!
لا تَدَعْني للَّيالي فغداً ***** تجْرَحُ الفُرْقةُ ما تأسو يَدُكْ!
أزف البينُ وقد حان الذّهابْ ***** هذه اللَّحظةُ قُدَّت مِن عَذَابْ
أزف البينُ، وهل كان النَّوى ***** يا حبيبي غير أن أغْلق بابْ ؟!
مَضتِ الشّمْشُ فأمسيتُ وقد ***** أغلقت دونيَ أبوابُ السَّحابْ
وتلفَّتُّ على آثارِهَا أسْألُ ***** اللَّيْلَ! ومَنْ لي بالجوابْ؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى